admin المدير العام ومؤسس وخالق المنتدى
عدد الرسائل : 155 العمر : 52 الموقع : www.sha3rawia.mam9.com العمل/الترفيه : مهندس كمبيوتر تاريخ التسجيل : 13/12/2008
| موضوع: مبارك وساط تحت بسمة المصباح الأحد يناير 25, 2009 9:55 am | |
| تحت بسمة المصباح مبارك وساط
|
ظلّكِِ أصهب و منفوش
أأمنحكِ هذه الليلكة المُنهكة الليل الرّقيق أبقى لك ظلّك و يمكنني تبيّنه حتّى في ظلمة هذي الردهة لِمَ تستغربين ظلّك أصهب و منفوش كأنّه من وبر قديم تفتحين الباب بمفتاح بارد و ها أنا جنبك في هذه الغرفة أمسك بمقود الركبة أتيقّن من أنوار النّهدين من حُرشة العانة أدير عجلة الرّدف فأنتِ درّاجتي الآدميّة لِمَ تَمطّين شفتيك، لِم تستغربين الجوّ جليدي في هذا المكان، يمكنك أن ترتبي أحلام الموقد على الرف الفارغ الشّرارات سيكون لها ما يشبه طقطقة تروس ساعة صدئة في جمجمة ميّت صغرى القناني الشقراء ستهزّها رعدة الخوف لكن ما من رأس سيسقط في بئر الشَّهقة ما من يد ستُضيع سبيلها تحت بسمة المصباح لا تُزيحي ظلّ الأباجورة لن تأرق عين لن يضيعَ أيٌّ من الكوابيس سنجمعها في صندوق و مع الفجر، نفرغها في فم النهر فيما، على الضّفّة المُقابلة ستكون ثمة يمامات تنصب سرادقها و علّيقة عاقلة تتسلق جذع مجنون جالس
في إحدى ظهيرات أكتوبر 1988
خلال تلك الظّهيرة، و نحن في طريقنا إلى سينما مياليس، ما إن سُمعت صفّاراتُ الإنذار و طلقاتُ رصاص، ما إن بدأت سيارات إسعاف تناغي جرحاها، حتّى أوشكت العجوز التي كانت تمشي أمامنا، التي كنّا نعلم أنّ عظامها مسلاتٌ رفيعة، و أنّ لها قدمًا داهية تعرفُ كيف تخضرّ وسط الأعشاب ـ أوشكت أن تتهاوى، كربا، رغم أن أصوات الصّفّارات و زعيق السّيّارات كانتْ تتناهى إلينا من فيلم في سينما مياليس. قبالة السينما، بار مياليس، في مدخله حرّاس يتطلعون إلى الدّاخلين بعيون من كحول. أصطحبُكِ لنشرب كأسا
10خطاطيف يحلّقن فوق رأسينا. تسألين كيف تعرّفتُ إليهنّ أوّل مرّة؟ تعارفنا، ذات صبيحة بعيدة بين شجرتي كافور، كانت الشمس قد نضت عنها ملابسها، و وَضَعَتْها في دُرْج غيمــــة، و الطّفلة-السّاحرة، بقربي، تُخرج من سُرَّتِها كريّات زجاجية و ترمي بها إليّ، و هي نفسها التي ستساعدني لأتمكّنَ من العثور على باب بيتنا... ألأنّي كنت أعود سكرانَ، تسألين؟ لا، لا، ما كنْتُ بَعدُ أشرب، لكنّها البيوت في شارعنا صارتْ، في تـلك الأيام، تغيّر مواقعها، بعْدَ أن علا صراخُ الخارطة المُعلّقة على سور المدينة. هل أخبرك، أيضا، عن ذلك الجزء من البَحر الذي كنتُ أسبح فيه، بالسّرّ، رغم أنّهم كانوا قد اتّخذوه متحفا لعظام الغَوّاصين القدامى؟ انظري إلى صورتينا في هذه المرآة العجيبة تبسمين و تقولين: عيون، عيون بالعشرات، أتحبّ هذا الشّراب، أأروي لك كيف اختفت أخواتي اللائي من قطن لا، لا، لن أفعل ذلك الآن، أنْهِ كأسك و لْنَدخل إلى السّينما أنتَ تعرف كم أحبّ أن أرى مشهد تلك الطّفلة الرّقيقة التي تمَسّد صدور الغرقى على شاطئ قربَ مرسيليا... قلْ لي، متى نزور معا مرسيليا؟
هجرة
نمشي و نمشي نمشي بخطى بيضاء لا توقظ شجرة لا تقضّ مضجع بئر نستريح بعض الوقت جنب نهر صغير شجاع لا يُجنّ إذ يصير ضحل المياه لا يرمي أحدا منا بحجر نعرف أن قمر هذه الأيام سيكون من ثلج فالشتاء قد جاءنا معصوبَ العينين نستريح ثمّ نعاود السّير لا نعلم إن كان من بيننا من يبكي لكنْ، في جِلد أحدهم انغرزت أظافر الدمعة نعالج بلاهة الطّقس بمرهم من مخّ الغراب الدّم النّازف من جلد أحدهم يُبقّع طريقنا الممتدّة من النّقطة المسماة بسمة السّنجاب مع هذا، نتّجه إلى حيثُ تقرفص الحمامة في ريح مدينة مهجورة أو، رُبَّما، إلى حيّ خلفي في مدينة نخر اليأس جدرانها نمضي تحت سيول الماء مخلصين للمطر لهواء مُسِنّ تاركين للعواصف أن تهبّ من القفص الصدري لأمّ، للبرق أن ينداح من عينيْ رضيعها نغذ السير أحرارا ما من شيء يُخيفنا نحدّق إلى عين الحلزون ذي القوقعة السَّوداء و إذ يتَخَفّى القمر في كبد سحابة و يَدْمى أخمصُ قدم الصّرخة يدوّن الفلكيون من بيننا مذكّرات السّماك الرّامح الذي يتدبّر، دوما، أمر إنارة طريقنا نمضي، أحرارا علينا، فحسب، ألا نبيع لعابر مريول السّبخة ألا نترك أحدا يكتمُ أنفاس فردة حذاء حيّة ألا نزعج الأنبياء النّحاف المنسيّين في الجَنّة-الخرابة المحمولة على كفّ الجَبَل أن نحاذر، قدر الإمكان التّوقّف على تخوم الغابة التي تحلق فيها العصافير على ظهورها. شاعر من المغرب
|
| |
|
admin المدير العام ومؤسس وخالق المنتدى
عدد الرسائل : 155 العمر : 52 الموقع : www.sha3rawia.mam9.com العمل/الترفيه : مهندس كمبيوتر تاريخ التسجيل : 13/12/2008
| موضوع: رد: مبارك وساط تحت بسمة المصباح الجمعة مارس 06, 2009 9:07 am | |
| | |
|